يعاني العديد من الأطفال من مشكلة نسيان ما يذاكرونه مما يسبب قلقًا للآباء والمعلمين على حد سواء، وتتعدد الأسباب التي تؤدي إلى هذا النسيان، وتتداخل فيها جوانب نفسية، وتغذوية، وتعليمية.
في هذا المقال سنستعرض سبب نسيان الطفل المذاكرة بشكل مفصل، وسنقدم لكم بعض النصائح للتغلب على هذه المشكلة وتحسين تحصيل الطفل.
سبب نسيان الطفل المذاكرة
إذا كان طالب الصف الأول الابتدائي لا يستوعب الحروف بالرغم من دراستها وتكرارها أكثر من مرة، فيجب الرجوع إلى الموجه التربوي والمتخصص في المدرسة ليجلس معه ويعرف مشكلته، لأن ذلك يمكن أن يكون نتيجة مشكلة في الانتباه أو الذاكرة أو الاسترجاع.
وذلك وفقًا لما وضحه لنا أستاذ أحمد العوفي مؤسس أكاديمية بابا أحمد للتأسيس، فيمكن أن يكون سبب نسيان الطفل المذاكرة ناتجًا عن مشكلة لديه أو في طريقة توصيل المعلومة له، ومن أهم أسباب نسيان الطفل للمذاكرة ما يلي:
1. قلة التركيز أثناء المذاكرة
يعد التركيز عاملاً حاسمًا في عملية التعلم، فعندما يذاكر الطفل في بيئة مليئة بالمشتتات مثل الضوضاء أو الأجهزة الإلكترونية يصبح من الصعب عليه الاحتفاظ بالمعلومات، ويمكن تحسين التركيز من خلال تخصيص مكان هادئ ومناسب للدراسة، بعيدًا عن التلفاز والهواتف المحمولة، بالإضافة إلى ذلك يمكن تشجيع الطفل على أخذ فترات راحة قصيرة بين جلسات المذاكرة لتحسين التركيز.
2. التشابه بين المعلومات
تتداخل المعلومات المتشابهة في ذهن الطفل مما يؤدي إلى نسيانها بسهولة، على سبيل المثال إذا كان الطفل يذاكر مواضيع متشابهة في الرياضيات والعلوم قد يجد صعوبة في التفريق بينها، ولذلك يمكن تنظيم المواد الدراسية بطريقة تساعد الطفل على تمييز الفروقات بينها، مثل استخدام الألوان المختلفة للملاحظات أو إنشاء خرائط ذهنية تربط بين المفاهيم المختلفة.
3. سوء التغذية
تلعب التغذية دورًا أساسيًا في تعزيز القدرات العقلية للأطفال، فنقص العناصر الغذائية الأساسية مثل أوميجا 3 أو الحديد أو البوتاسيوم يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على الذاكرة والتركيز، ويمكن تحسين النظام الغذائي للطفل عن طريق تضمين الأطعمة الغنية بهذه العناصر مثل:
- الأسماك الدهنية (السلمون والتونة).
- الخضروات الورقية (السبانخ والكرنب).
- المكسرات (الجوز واللوز).
بالإضافة إلى ذلك يجب تقليل تناول الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون غير الصحية التي قد تؤثر سلبًا على أداء الدماغ والذاكرة لدى الأطفال.
4. عوامل نفسية
التوتر والقلق يمكن أن يؤثرا بشكل كبير على قدرة الطفل على التركيز والتذكر ويكونان سبب نسيان الطفل المذاكرة، فالأطفال الذين يشعرون بالضغط النفسي قد يجدون صعوبة في استيعاب المعلومات الجديدة أو استرجاع ما تعلموه، ولهذا فإنه من المهم دعم الطفل نفسياً من خلال توفير بيئة تعليمية داعمة ومشجعة والتحدث معه عن مشاعره ومخاوفه، ويمكن أيضًا تعليم الطفل تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق والتأمل لتحسين حالته النفسية.
5. الأساليب التعليمية
تؤثر الأساليب التعليمية المتبعة على مدى تذكر الطفل للمعلومات، فمثلًا الأساليب التقليدية التي تعتمد على الحفظ والتلقين قد لا تكون فعالة بالنسبة لجميع الأطفال وتكون هي أيضًا سبب نسيان الطفل للمذاكرة، لذلك يجب تبني أساليب تعليمية تفاعلية تشجع الطفل على المشاركة النشطة في العملية التعليمية مثل التعلم القائم على المشاريع والألعاب التعليمية، كما أن استخدام الوسائل البصرية والسمعية يمكن أن يعزز من فهم الطفل واستيعابه للمعلومات.
يمكنك قراءة أيضًا: كيفية علاج بطء الكتابة عند الأطفال والأسباب المؤدية لذلك.
حل مشكلة نسيان الطفل المذاكرة
للتحسين من ذاكرة الأطفال وقدرتهم على الاستيعاب والتصدي لمشكلة نسيان الطفل المذاكرة، يمكن اتباع النصائح التالية:
- تهيئة بيئة دراسية مناسبة: يجب أن يكون مكان المذاكرة هادئًا وخاليًا من المشتتات، مثل الضوضاء والأجهزة الإلكترونية.
- تنظيم المواد الدراسية: استخدام الألوان والخرائط الذهنية لتنظيم المعلومات وتسهيل تمييزها.
- التغذية السليمة: تضمين الأطعمة الغنية بأوميغا 3، الحديد، والبوتاسيوم في النظام الغذائي للطفل.
- الدعم النفسي: توفير بيئة مشجعة والتحدث مع الطفل عن مشاعره ومخاوفه، وتعليمه تقنيات الاسترخاء.
- الأساليب التعليمية التفاعلية: تبني أساليب تعليمية تفاعلية تشجع على المشاركة النشطة واستخدام الوسائل البصرية والسمعية.
يعد نسيان الأطفال لما يذاكرونه مشكلة متعددة الأبعاد تتطلب اهتمامًا شاملًا من الآباء والمعلمين، ومن خلال توفير بيئة مناسبة للدراسة، وتبني أساليب تعليمية فعالة، والاهتمام بالتغذية السليمة والدعم النفسي، يمكن مساعدة الأطفال على تحسين ذاكرتهم والاستفادة القصوى من وقت المذاكرة، ولكن تذكر أن كل طفل يختلف عن الآخر، لذا من المهم تجربة مختلف الاستراتيجيات لمعرفة ما يناسب طفلك بشكل أفضل.